مقاعد السيارة أشار العديد من الأدلة العلمية إلى أن المكان الأقل خطورة في السيارة يتمثل في المقاعد الخلفية، وتحديدا وراء مقعد السائق. في المقابل، تتناقض نتائج الدراسات الجديدة مع هذه النظرية.
وأوضح أنطونيو فياريال، في تقرير نشرته صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية، أن وسيلة النقل الأكثر خطورة من السيارة هي الدراجة النارية، ومع ذلك بالنسبة للسيارة، يختلف الخطر تبعا للمكان الذي نجلس فيه داخلها.. فأي المقاعد هو الأكثر خطورة وأيها الأكثر أمانا؟
بيّن الكاتب أن أحدث التقارير الصادرة عن معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة الأوروبي أثبت أن مقاعد السيارة الخلفية من شأنها أن تجعل ركاب السيارة أكثر عرضة لخطر الإصابة أو الوفاة مقارنة بركاب المقاعد الأمامية في حال وقوع حادث سيارة، لكن في حالات معينة فقط.
مقاعد السيارة الأكثر أمانا
كانت هذه الدراسات لافتة للانتباه لتعارضها مع معظم الأبحاث السابقة التي تشير عموما إلى أن أكثر مقعد آمن في السيارة يكون وراء السائق، نظرا لأن السائق دائما ما يحاول غريزيا حماية نفسه بنفسه. وفي حال وقوع حادث، فإنه يجعل هذه الجهة من السيارة أقل عرضة للخطر.
ونظرا إلى أن الشركات المصنعة ركزت بشكل كبير على تعزيز سلامة المقاعد الأمامية بفضل “الوسادة الهوائية” وغيرها من الابتكارات، ظلت المقاعد الخلفية غير محمية بدرجة كافية مقارنة بالمقاعد الأمامية، وفقا لمعهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة.
وعادة ما تكون أحزمة الأمان في المقاعد الخلفية أقل كفاءة، ونادرا ما تضم مقيدات تكيفية لقوة شد الحزام، التي تسهم في التقليل من الإصابات الناجمة عن هذه العناصر الواقية.
من جهته، أكد رئيس المعهد، ديفيد هاركي، أن “الشركات المصنعة عملت بجد لتعزيز حماية السائقين وركاب المقاعد الأمامية. ويمثل كلٌّ من اختبار التصادم الأمامي المتداخل المعتدل، ومؤخرا اختبار الاصطدامات الأمامية للتداخل الصغير على جانب السائق، الأسباب التي دفعت إلى ذلك. ونحن نأمل في أن يحفز هذا التحسن الجديد لتحقيق تقدم مماثل على مستوى المقعد الخلفي”.
وأبرز الكاتب أنه باستخدام السجلات الطبية وسجلات الشرطة أو تشريح الجثة، للتحقيق في حوالي 117 حادث أصيب فيها الجالسون في المقاعد الخلفية أو لقوا حتفهم، اتضح أنه في العديد من الحالات، لم يصب الركاب في المقاعد الأمامية بجروح خطيرة مقارنة بركاب المقاعد الخلفية، وهو ما لفت انتباه المحققين إلى التباينات الأمنية بين صفي المقاعد.
وتعود الأسباب الكامنة وراء كثير من هذه الإصابات أو الوفيات إلى الضغط الهائل المرتبط بأحزمة الأمان. وفي هذا السياق، يقول هاركي “نحن واثقون بأن مصنعي السيارات سيكونون قادرين على إيجاد طريقة لحل هذه المشكلة مثلما فعلوا مع المقاعد الأمامية، مما يشير إلى أن الأحزمة الموجودة في المقاعد الخلفية ستخضع في أقرب وقت ممكن إلى دمج تكنولوجيا الحد من القوة”.
سن الراكب
أثبتت دراسة حادثة أخرى، تحت إشراف المؤسسة ذاتها، أنه إلى جانب المقعد، من المهم أخذ سن الراكب بالحسبان.
فقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن الموضع المركزي للمقعد الخلفي هو الأكثر أمانا بالنسبة للأطفال حتى سن ثماني سنوات، وهو المكان الذي عادة ما يوضع فيه المقعد الخاص بالطفل. في المقابل، انخفض مؤشر الأمان هذا مع تقدم الطفل في السن.
وبحسب هذا البحث، بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و54 سنة، لم تكن هناك فروق بين المقاعد الأمامية والخلفية. لكن ابتداء من سن الخامسة والخمسين، تزداد خطورة المقعد الخلفي بالنسبة للراكب، خاصة في أنواع السيارات الجديدة.
وعلى ضوء ذلك، كانت نائبة رئيس الأبحاث في معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة آن ماكارت قد أكدت منذ أشهر أن “هذا لا يعني أن المقعد الخلفي للسيارات الحديثة أقل أمانا، مقارنة بالطرازات القديمة”.
وأضافت ماكارت أن مخاطر الإصابات المميتة للركاب في الخلف متشابهة في جميع أنواع السيارات التي قمنا بفحصها، مع ذلك يعكس التباين حقيقة أن المقعد الأمامي أصبح أكثر أمانا.