الشاشات الذكية تغيّر فلسفة قيادة السيارات(2)

الشاشات الذكية تغيّر فلسفة قيادة السيارات(2)

الشاشات الذكية تغيّر فلسفة قيادة السيارات

الواقع المعزز

يعكف المطورون حاليا على ابتكار الجيل القادم من شاشات هيد أب، والذي يسمح بدمج العالمين الافتراضي والحقيقي على الزجاج الأمامي بفضل تقنية الواقع المعزز. وتقوم هذه التكنولوجيا على إسقاط المعلومات والبيانات والأجسام الافتراضية على بيئة المستخدم الحقيقية من خلال الهواتف الذكية على سبيل المثال.

وتتمتع السيارات، التي تعتمد على تقنيات الواقع المعزز بالقدرة على تحسين السلامة من خلال السماح للسائق بإبقاء أعينه على الطريق أثناء قراءته للملاحظات بدلا من النظر باستمرار لشاشة الهاتف، بالإضافة إلى زيادة راحة السائق.

ان الأنظمة المستقبلية تقوم أيضا بتعيين معلومات القيادة بأبعاد ثلاثية؛ حيث لن يتم عرض رسالة التحذير في مجال رؤية قائد السيارة فحسب، وإنما بالضبط عند نقطة الخطر على الطريق. وبهذا يمكن استقبال المحتوى بسهولة وبشكل أسرع.

وقد أثّر الواقع المعزز أيضا على أنظمة الملاحة، حيث طورت شركة كونتيننتال نظاما يشير فيه خط السهم الموضوع على الطريق إلى المسار، الذي يتعين على قائد السيارة الانعطاف إليه.

وأوضحت الشركة الألمانية الرائدة في مجال الصناعات المغذّية للسيارات أن الشاشة أي.آر-أتش.يو.دي تمتاز بنظام عرض كامل الألوان، إذ إنها تعتمد على ثلاثة أنظمة لتوجيه الموجات، وذلك لتوليد نطاق ألوان الأحمر والأخضر والأزرق دون مرايا.

مراقبة كل شيء في الخارج

ويتيح نظام العرض المزود بميزة التعزيز البصري، تكبير الصور حتى مسافة انعكاس تصل إلى 10 أمتار، ما يجعلها تقدم دعما بديهيا للسائقين، حيث سيعرفون مباشرة المكان الذي يتطلّب انتباههم والسبب وراء هذا، وذلك عندما يتعلّق الأمر بالرؤية الفعلية.

وتعمل أحد أبرز عمالقة التجارة الإلكترونية في العالم على تطوير تقنيات عرض بيانات الواقع المعزز مباشرة على الزجاج الأمامي للسيارة مما يوفر توجيهات التنقل ومعلومات عن اتجاه الطريق وتحديد حارة المرور وكشف المخاطر.

كما شكلت كبرى الشركات الألمانية تحالفا من خلال استخدام منصة شركة إنفيديا درايف بلاتفورم التي تعتمد على تقنيات التعليم الآلي، بما فيها الواقع المعزز.

واختارت الشركات هذه التقنية نظرا لكونها الأكثر نضجا والأقل احتياجا إلى البنية التحتية، التي تعمل من خلالها والأكثر معايشة من قبل نطاق واسع من الجمهور، وهي تقنية مكتملة يمكن أن تضع المشتري في بيئة مكتملة.

الشاشات الذكية و الأسطح ذكية

هناك اتجاه متزايد في هذه الفترة يتعلق بجعل كل التجهيزات في قمرة السيارة تتمتع بالذكاء الاصطناعي وتوظيف كل ذلك من أجل إراحة السائقين. ويقول أندرياس فلاساك مدير قسم التصميم الصناعي في شركة فورسيا المغذية لصناعة السيارات، إن أجزاء الأسطح في قمرة القيادة في الجيل المقبل من السيارات ستصبح تفاعلية، في ما يعرف بالأسطح الذكية.

عندما تكون هذه الأسطح قابلة للاستعمال وليست مجرد ديكورات فإنها ستتفاعل مع المستخدم بشكل ملموس أو محسوس. وسيتعين على هذه الأسطح أيضا أن تعرض بوضوح الوظيفة التي تقوم بها ووقت استخدامها، وسيعمل هذا كله على تضاؤل أسطح الديكور تدريجيا.

شركة يابانية تقدم شاشة هيد أب كحل بسيط للسائقين مع شاشة عرض قابلة للطي في الفئة المدمجة
وعن طريق هذه الأسطح الذكية ستتم مواءمة عدد الوظائف المرئية حسب الركاب وموقفهم الحالي، ويعتقد فلاساك أن الأمر يتعلق بتوفير خيارات عرض واستعمال مرنة وبديهية، حتى لا تزدحم قمرة القيادة، مع إظهار أهم المعلومات، مثلا سيتم إخفاء عنصر التحكم في مكيف الهواء وإظهاره فقط عند اقتراب اليد منه.

ومع استعمال الأسطح الذكية سيكون الصوت والضوء من الأمور المهمة، حيث يتمثل الهدف في إذابة الحدود ودمج الوظائف، ويعمل ذلك من جانب على مفاجأة العميل بالوظائف الجديدة، ومن جانب آخر على دمج المزيد من الوظائف في السيارة بأناقة.

وتعكف شرك أخرى على تطوير كل ما له علاقة بمجال قمرة قيادة المستقبل، وهذا السباق يشعل المنافسة بين المصنعين. ويؤكد خبير الماني في مجال التقنيات اللمسية والتصاميم الداخلية بالشركة الألمانية، أن الاعتماد على الضوء في الأسطح الداخلية سيزداد في المستقبل. وستتم إتاحة استخدام الأسطح الشفافة كمصدر للمعلومات في مناطق أخرى من قمرة القيادة، بالإضافة إلى مناطق العرض الكلاسيكية.

وترجيحات أن تشهد قمرة السيارات تغيرا مع التحول لنظام القيادة الآلي، إذ لن تعود القيادة هي بؤرة الاهتمام، كما أن المستقبل سيحمل اهتماما بعملية الرقمنة إلى جانب سهولة الاستخدام. وتؤكد أنه من أجل الشعور بالراحة سيتم الاعتماد أكثر على المعايشة البصرية واللمسية، كما سيكون هناك تفرد أقوى في الضوء والصوت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *